بَلَادَتنا المُشْتَرَكَة (في مَجَال هِجْرَة أَدْمِغَتِنَا المُتَفَوِّقَة)

رحمان النوضة

صورة هِجْرَة الأَدْمِغَة المُتَـفَوِّقَة.
هجرة الأدمغة المُتَـفَوِّقَة

هِجْرَة الأَدْمِغَة المُتَـفَوِّقَة، مِن بلادنا إلى الدول الإِمْبِرْيَالِيَة، هي حُجَّة وَاضِحَة على بَلَادَتِنَا المُشتركة في ميدان «التنمية الاقتصادية».

أُنْظُرُوا إلى ما يُوجد حَولكم في بلادكم ! أُنظروا إلى ما يُمارس في بِيئَتِكُم المُجتمعية ! أَلَا تُلاحظون أن مُعظم العائلات (المَيْسُورَة نِسْبِيًّا) تَدَّخِرُ، وَتَقْتَصِدُ، وَتَقْتَرِضُ، ثُمّ تُنْـفِـقُ بِلا حِساب، لكي تُوَفِّر لأبـنائها أحسن تَعْلِيم مُمكن، في أحسن المدارس والجامعات في البلاد. وبعد حُصول الأبـناء على شهادة البَاكَالُورْيَا أو مَا يُعادل الإجازة، تُرْسِلُ هذه العائلات أبـنائها إلى أَمريكا الشمالية، أو إلى بُلدان أوروبّا الغربية، لكي يَسْتَـكْمِلُوا تَـكًوِينهم هُناك في أحسن الجامعات المُمكنة.

وبعض العائلات تَـقـول صراحةً لأبـنائها : «يَا ابْنِي، ليس لَدَيْك ما تَـفعله هُنا في هذا البلد، إِذْهَب إلى الخارج، وَادْرُس هُناك، واعمل هناك، وتـزوّج هناك». ولا تَدْرِي هذه العائلات أنها تُضْعِفُ هكذا الشّعب كلّه.

وَيَتَمَنَّى الآباء أن يَقـوم أبـناؤهم (الذين يَدرسون في الخارج) بِالعَوْدَة إلى بلادهم مِن فَتْرَة لِأخْرَى، أو أثناء العُطَل السَنَوِيَة الكُبْرَى، لِكَي يَزُورُوا عَائِلَاتهم الأَصْلِيَة. لكن هذه الزيّارات لِلْعَائِلة، سُرْعَان مَا تَتَنَاقَص مع مُرور الوقت، إلى أَنْ تَنْـقَطِع نِهائيًّا. فَتَنْـقَطِع العلاقات بين الآباء والأبناء. وحتّى إن بَـقِيَ حَدٌّ أَدْنَى من العلاقات بين الأبـناء والآباء، فَلَا الأبـناء يَـفْهَمُون آبائهم، ولا الآباء يَفهمون أبنائهم. وَيَحْصُل الأبـناء على جِنْسِيَّات الدُوَل التي تَأْوِيهِم. وَيُصبحون مُواطِنِين مُجَنَّدِين في خِدْمَة تلك الدُوَل الأجنبية.

وَلَوْ أن دولتـنا تُخفي عنّا الإِحْصَائيات المُخِيـفة المُتَـعَلِّقَة بِهِجْرَة الأَدْمِغَة المُمتازة، يَكْفِي أن تـنظروا إلى العَائلات الكثيرة الموجودة في مُحِيطِكُم المُجتمعي. أَلَمْ تُلاحِظُوا أنّ هذه العائلات تُـنْـفِـقُ بلا حساب، خلال عِشْرِين أو ثَلَاثِين سَنَة، لِتَوْفِير أحسن تـكوين عِلْمِي مُمكن لِأَبْـنَائِهَا ؟ أَلَم تُلاحظوا أن نِسْبَة هَامَّة من هذه العائلات أَرْسَلَت أَبـنائها إلى دُوَل الخارج الإِمبريالية، لكي يستـكملوا دراساتهم فيها ؟ ألم تُلاحظوا أن الأبـناء الذين يُهاجرون إلى الخارج هم عُمُومًا الْأَكْثَر ذَكَاءً، أو الأكثر مَوْهِبَةً، مِن بين مُجمل أبـناء الوَطَن؟ ثُمّ اِسْتَـقَرَّ هؤلاء الأبـناء في هذه البلدان الأجنبية. وَتَزَوَّجُوا فيها. وحصلوا فيها على شَوَاهِد جَامعية عُلْيَا. وَيَحْرُز تِلْقَائِيًّا هؤلاء الشُبّان على جِنْسِيَّاتِ تلك الدُول الغربية الإمبريالية. وَيَغْدُون مُلْزَمِين تُجاه قـوانينها الدّاخلية.

يجب أن نعتـرف جميعًا أنه، مِن بَين عَلَامات بَلَادَتِـنَا المُشتـركة، في المغرب، والجزائر، وتونس، ومصر، وسوريا، والعراق، ولبـنان، الخ، أن أغلبية الأُطُر الجَامِعِيَة التي نُكَوِّنها بِصُعُوبة في كلّ سنة، في مَيَادِين العُلوم الدَّقِيـقَة، نُعْطِيهَا فيما بعد، وبِالمَجَّان، إلى فرنسا، أو ألمانيا، أو كندا، أو أمريكا، أو إِنْجَلْتْرَا، الخ. ثمّ تَشْتَـغِل هذه الأُطُر، وتَتَزَوَّج، وتَـتَـجَـنَّـس، في بلدان الخارج. أي أن بُلْدَانَنَا المُتخلّفة، هي التي تُعطي بالمجّان الأُطُر العِلْمِيَة إلى الدّول الـقَوِيَة الإمبريالية. وبالمُقابل، لا تُعطي الدول الـقَويّة إلى الشعوب الضَّعيـفة، سوى الاحتـقار، والسّيطرة، والـقَهر، والنّهب، والاستغلال.

هل تَعلم أن دولًا مثل كَنَدَا، وأمريكا، وفرنسا، وألمانيا، وإنجلتـرا، تُطبّق خُطّة مَدروسة بِـعِنَايَة، وَشِبْه سِرِّيَة، تَـهدف إلى جَلب الكَوَادِر، والأُطُر، والعُـقُول المُمتازة إليها، من مُختلـف بُلدان العالم المَسُودَة، أو المُستـعمَرة سَابـقًا. وتَـقْبَل هذه الدول الإمبريالية، وتَستهوي، وتَسْتَـقْطِب، الأُطُرَ الوَافِدَة عليها، وكذلك الكَوَادِرَ، والعُلماء، والخُبراء، بِعشرات الآلاف في كلّ عَام. وَلِجَلْب هؤلاء الشُبَّان أو الْأُطُر المُتَـفَوِّقِين إلى الدُول الغربية، تُوَفِّر هذه الدُول الغربية المُضيـفة لهؤلاء الشُبّان تَسهيلات هامة، في مجالات السَّـكن، والشُّغل، والمَدْخُول، والتَرْقِيَة المِهَنِيَة، والتَـقَاعُد المُريح، الخ. وفي نـفس الوقت، تَرفَُضُ، أو تَطْرُد هذه الدُول الْإِمْبِرْيَالية المُهاجرين الآخرين الذين هم مِن ذَوِي تَـكوين مدرسي ضعيـف، كأنّهم “كِلَاب ضَالَّة” ؟

وبعد ذلك، نُفَسِّر، نَحن بِأَنْفُسِنَا، ضُعفَ بُلداننا، بِكَونها لَا تَـتوفّر على ما يكفي من الأطر العِلمية الكُفْأَة. ونَسْتَوْرِدُ مُجمل مَا نَحْتَاجُه من البَضَائِع الجَاهِزَة لِلْاِسْتِعْمَال من الخارج. ونستهلك أكثر مِمَّا نُنْتِج. ولَا نَتَوَقَّـفُ عن الاِسْتِدَانَة من المُؤَسَّـسَات المالية التابعة للدول الإمبريالية. وهكذا نُشارك، نَحن بِأَنْفُسِنَا، في «التـنمية المُسْتَدَامَة» لِـتَخَلُّـفِـنَا، ولِانْحِطَاطِنَا المُجتمعي، داخل أوطاننا !

طبعًا، كل عائلة مَعنية تُحاول تَـفْسِير بَعث أبـنائها إلى الخارج بِـقَوْلِهَا : «نحن لدينا أسباب، ومبرّرات، وإِكْرَاهَات، وأَعْذَار… نحن مُـكْرَهُون…»، إلى آخره. لكن التَـفكير الضَيِّق، أو المَصْلَحِي، على مستوى العائلة المَحْدُودة، لَا يَرْقَى إلى أن يكون مَقْبُولًا على مُستوى الدّولة، أو على مستوى التَـفكير الشُمُولي، أو على مستوى الوَطن الكبير المُشترك. وما هو في مصلحة العائلة الصغيرة، ليس بالضرورة في مصلحة المُجتمع، أو الشّعب، أو الوَطن الشَّامِل. والمَنْطِق الذي تَشتـغل به العائلة الصغيرة، ليس بالضرورة مَنْطِقًا سليمًا لكي يَشتـغل به الوَطن كلّه. والاستـراتيجية الـفردية الانـتهازية، لَا تصلح لكي تـكون استـراتيجية عقلانية على مستوى المُجتمع، أو الوطن. لكن أفعال العائلات الصغيرة المُنـفردة، تَنْضَاف إلى بعضها بعضًا، وتتحوّل بالضّرورة إلى فعل مُشتـرك لكل الشّعب، أو لكل الوَطن.

وفي النهاية، تَضِيع مُجمل مُدَّخَرَات الآباء، التي أُنْـفَـقُـوهَا في مَجالات تَرْبِيَة، وَتَدْرِيس، وَتَـكْوِين، الأبناء. ويضيع حتّى الأبـناء هم أنفسهم. حيثُ يُصبحون أَبْنَاء لِدَولة أُخرى.

وبعض الاقتصاديين المَشْرِيِّين، يُدافعون على «إِيجابية هُروب الأدمغة المُتَـفَوِّقة». والدَّولة الفَاسِدة هي نَفسها تُحاول دَفْع أكبر عدد مُمكن من الشَبَاب إلى الهِجْرَة إلى الدُوَل الغَربية الْإِمْبِرْيَالية. ولماذا ؟ لأن دَوْلَتَنَا الفاسدة اِكْتَشَفَت أن الْأَمْوَال الهَائِلَة، بِالعُمْلَات الصَّـعْبَة، التي يُرسلها مُواطِنُونَا المُشْتَـغِلُون في الخارج، أَصبحت تُمَثِّل نِسْبَة هَامّة جِدًّا في مِيزَانِيَة الدّولة.

و لَا يَـفهم الحُـكَّام في بلادنا، أن «هُروب الأدمغة المُمتازة» يُحْدِث لِلشّعب، وَلِلْوَطَن، خَسَارَات جَسِيمَة. حيثُ يُحْرَم الوَطن مِن الأُطُر العِلْمِيَة الكُفْأَة، وَتَتَـقَلُّص الاستـثمارات، وَتَنْـقُصُ المُبادرات الاقتصادية، وَيَضْعُف إِنـتاجنا الوطني كَمًّا وَكَيْـفًا، وَيَنـتشر الجَهل، وَتَتَـفَاقُم البطالة، وَتَتَصَاعُد الدُّيُون الخارجية، وَيَتَعَمَّـق التَخَلُّف الشُمُولي لكل مُجتمعنا.

وهكذا تضيع استـثمارات الدولة في تـكوين الأطر العُليا. ويتحوّل تَراكم نَـفَـقَات الدولة في ميدان التـعليم، والتـكوين، إلى عَجز مَالِي ضَخم. ولا تُفكّر دُولنا الانـتهازية سوى في «الأموال بالعُمُلَات الصَّعْبَة» التي يُرتَـقَبُ أن يَـبْـعَثَهَا هؤلاء المُواطنين المُشتـغلين في الخارج.

والحقـيقة المُرّة في مجال «تَصْدِير الأدمغة المُتَـفَوِّقَة»، هي أن دُولنا، وحُكُوماتـنا، وبرلمانيِّـيـنَا، وأحزابـنا، وجمعياتـنا، وعائلاتـنا المَيْسُورة، هي طبعًا شَرِيكَة في هذه «السَرِقَة المَوْصُوفَة»، ومُتَوَرِّطَة في هذه «البَلَادَة المُشتركة»، والتي تَدُوم منذ عشرات السِنِين. ولا يَعْلَم أحدٌ مَتَى سَـيَـتَـوَقَّف هذا النَزِيـف من الْأَدْمِـغَة المُتَـفَوِّقَة، وَمتى سَتـنتهي هذه البَلَادَة المُشتركة.

ويمكن أن تُلاحظوا، أنـتم بأنـفسكم، أن بُلدان العالم الـقَلِيلة التي اِسْتَطَاعت الخُروج نِسبيًّا من تخلّفها، مثل رُوسْيَا، والصّين، والهِنْد، وإيران، وكُورْيَا، إلى آخره، كلّها تُنْـفِقُ بِسَخَاء كبير على تَكْوِين أُطُرِهَا العِلْمِيَة، ولا تسمح هذه الدُول لهذه الأطر بأن تُهاجر بشكل دائم أو نهائي إلى الخارج. وإذا ما سَمحت هذه الدول لِعَدد قليل من شُبَّانها بالسَّفَر إلى الدول الْإِمْبِرْيَالية القـويّة من أجل الدراسة، فإنها تَشْتَرِط عليهم أن يَتَسَجَّلُوا في الشُعَب العِلْمِية الجامعية التي لا تُوجَد في داخل بُلدانها؛ وَتَشْتَرِط عليهم أن لَا يَتَزَوَّجُوا في الخارج؛ وَتَشْتَرِط عليهم أن يَعُودُوا إلى بُلدانهم الأصلية فَوْرًا بَعد اِسْتِكْمَال تَكْوِينِهِم العِلْمِي، لِكَيْ يُساهموا في تَنْمِيَّة وَطَنِهم الأصلي.

فَمَتَى سَنَـعِـي أَخَطائنا ؟ ومتى سَنَتَحَرَّر من بَلادتـنا المُشتـركة ؟ ومتى سَنُـقَـوِّم سُلُوكِيَّاتِنَا ؟

الكاتب: رحمان النوضة. (حُرِّر هذا المقال في يوم الأحد 2 فبراير 2020. ونُشِر على شبكة “فايسبوك” في نـفس اليوم).

عَدد الإِعْجَابَات : 106. الْاِقْتِسَامَات : 28. التَـعَالِيـق : 11.

عبدالمالك الجناتي : بدون سبر دور اللغة في التبعية الاقتصادية والثـقافية، التي نـعانيها مع فرنسا، تبقى جميع الدراسات الأخرى سطحية. الملاحظة التي أدليت بها ثاقبة. لكن ما هي الاستـنتاجات النظرية والمنهجية التي يمكن استخلاصها منها. أحيلك على كتاب السياسة اللغوية فس البلاد العربية للدكتور عبدالـقادر الـفاسي الـفهري…

عبدالمالك الجناتي : أضيـف : الذهاب الى سبر دور اللغة يـقتضي تـعديلات منهجية جذرية في طريـقة التـفكير مثل علاقة اللغة بالاقتصاد، بالاندماج الاجتماعي وبتـكوين الانـتماء المدني والشرعية السياسية. هذه هي الدروس التي تـعلمنا إياها العلوم الاجتماعية التي لا يـقل تخلـفنا فيها عن تخلـفنا في باقـي العلوم

Abdenbi Taaloucht : (يرد على عبد المالك الجناتي) : وماذا ورثنا من التبعية اللغوية للمشرق؟ طبعا عبدالـقادر الـفاسي الذي تـعميه القـومجية العروبية سيتجنـب الخوض فيها… تحياتي

جمال رحال : ألا يدعو هذا إلى إعادة التـفكير في سؤال النهضة خارج التـقسيمات الاستـعمارية التي تجعل منها مغاربة و تونسيين و جزائريين .. ؟

Aziz Taimour : في غياب الصدقـية والشفافية وعدم نشر المعلومات الرسمية الكافية بشكل واضح وغير ملتبس , مما قد يعزز الشك والريبة ويجعله مشروعا.…

Abderrahmane Ziani : فرنسا هي الطاعون، وطاعون فرنسا

Nabil Laaboudi : ليست بلادة بل اضطرار تحت ضغط الواقع وانـعدام الآفـق و فرص الشغل الكريمة ببلدنا. تمدرس أطفالي كلـفني مالا كثيرا و يعملون حاليا بالخارج. ما الحل الذي لديك و أنا مستـعد لطرحه أمام أبـنائي عوض الاكتـفاء بالسب و ادعائك، ضمنيا، أنك الوحيد الذي يمتلك ما يكفي من الذكاء

Mounir Zalim : البلدان المتخلـفة ليست في مستوى تلك الكفاءات, بدل أن تسقط في الذبول واليأس فضلت أن تسبح إلى الضفة الأخرى من المتوسط أي النـعيم فوق الأرض كما يُتخيل لدى الجميع. لكن لا ينـبغي أن نسقط في التعميم, فتمة أطر لديها ما يكفي من الإنسانية شمّرت عن ساعديها للعمل داخل بلدها بكل صدق وتـفاني لكنها وُوجهت بالمرصاد. أحيلك صديقـي إلى قراءة كتاب لهذا النوع من الشرفاء يحمل عنوان Chroniques d’un médecin schisophrin , قد يجعلك تُغيّر هذا الرأي. صاحبه يعمل الآن بأحد مستشفيات كندا. إن قرأت الكتاب فهو صغير الحجم ستـرى المعنى الحقـيقـي للإطار.قال ماركس ذات يوم وهو يغادر ألمانيا للدواعي نـفسها : ” الجو خانـق داخل المانيا لا يُتحمّل, ليس من اليسير على المرء أن يتـدلّل من أجل الحرية. لـقد سئمت من النـفاق والغباء وابتـكار العبارات التي لا نـفع منها ولا ضرر. إن المرء لا يستطيع أن يكون غير أمين مع نفسه.” كتاب ماركس الحقيقي.

Bouchaib Lamghari : الرأسمالية الليبرالية المتوحشة جعلتـنا مجتمعا مستهلكا لا منتجا. تحياتي استاذ

Mohamed Baha : : Bien dit !

Nisar Nassim : كلما زدت في قراءة هذا التحليل، الا وأتـذكر حالي، وحال اصدقائي. لـقد رمينا ابـنائنا الى الغرب، بتـكلفة مالية عالية.

! شارك في النقاش عبر كتابة تعليقك

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.